
يعتبر التأخر في تسليم المشاريع التقنية سواء أكانت في مجال البرمجة أو التصميم من أكثر المشاكل الشائعة وأكثر مايعاني منه أصحاب المشاريع ومدراء الفرق التقنية، ويعد التقني الذي يوفي بوعوده بشكل مستمر عملة نادرة جداً في هذا المجال.
لماذا الأمر شائع هكذا؟ وماهو وجه الشبه اساساً بين التقنيين وأصحاب المهن الحرفية الأخرى كالنجارين على سبيل المثال! فمن الشائع أيضاً أن يتأخر النجار في تسليم المطلوب منه…
ماهي الحرفة؟
الحرفة هي العمل أو الفعل الذي يتطلب مهارة وخبرة، وبالأخص لصناعة وتكوين الأشياء! كحرفة الحدادة على سبيل المثال، فهي تطلب مهارة وخبرة بالإضافة الى سلسة من الأدوات والمواد لصناعة وتشكيل اشياء جديدة عملية ومفيدة للحياة أو اشياء فنية. والبرمجة أيضاً كإحدى الحرف الجديدة هي فعل يتطلب المهارة والخبرة والأدوات لتشكيل برمجيات قادرة على تنفيذ مهام مفيدة.
قد يجادل البعض في مدى دقة تصنيف البرمجة كإحدى الحرف الجديدة، وهم على حق في بعض مجالات البرمجة المتقدمة لكن أغلب العاملين في مجال البرمجة الشائعة كبرمجة المواقع، تطبيقات الموبايل، وبرمجيات الأتمتة يندرجون بسهولة تحت تصنيف الحرفيين.
سحر الإمكانيات The Magic of Possibilities
عند امتلاك المعرفة الاساسية بالحرفة، والتعرف على ادواتها، واختبارها في صناعة اول منتج! عادة مايصاب الحرفي المستجد بحالة من الرضى بأنه قد فهم الأمر وهو الآن قادر على تنفيذ أي منتج. فهو قد فهم الأدوات بالفعل ويعرف كيفية استخدامها وماعليه الآن إلا التنفيذ. لكن هل هذا دقيق؟
إلى حد ما نعم. الحرفي في حال تمكن من استخدام الأدوات وفهم الإمكانيات بإمكانه تنفيذ الكثير لكن بعامل جوهري اساسي وهو الوقت!الفرق بين الحرفي الخبير والحرفي المبتدأ هو الوقت اللازم لتنفيذ المطلوب ومدى الجودة التي سيخرج بها المنتج.
لنأخذ مثال بسيط: أحد المتحمسين قد تعلم أساسيات برمجة مواقع الانترنت، وشاهد عدد كبير جداً من الفيديوهات عن الادوات والاساليب وقام بتغذية خياله بمشاهدة الكثير من الأمثلة عن المواقع، بعد تجربة بناء أول موقع سيكون هذا المبرمج على تماس حقيقي ومباشر مع الإمكانيات التي قد تفعلها هذه المهارة الجديدة.
عندما يأتي إليه زبون ليسأله عن إمكانية عمل موقع مشابه لموقع فلاني، فالجواب البديهي هو نعم! بإمكاني ذلك. وهو جواب حقيقي، ف الأدوات التي بين يدي هذا الحرفي قادرة على تنفيذ الموقع المطلوب، وقد يرى هذا المستجد أن شهر كافي للتنفيذ. بعد انتهاء الشهر الثاني غالباً مايلجأ صاحب العمل إلى شخص جديد او شركة محترفة لإعادة بناء المشروع من جديد. وهذا مايحصل في اغلب المشاريع التي تتم في منطقتنا.
الإمكانيات عظيمة، وبمعادلة بسيطة في خيالنا بإمكاننا تخيل المشروع كامل وتخيل كيفية عمل بعض أجزاءه، لكن كما العادة الشيطان في التفاصيل!
الزمن اللازم للتنفيذ هو السؤال الأهم
ليس المهم قدرة التقني على تنفيذ المطلوب فقط! بل الأهم هو الزمن الذي يلزمه للتنفيذ وإلى أي درجة يستطيع التسليم بجودة عالية! الأجدى على الباحثين عن حرفيين الانتباه بشكل أكبر إلى تقييمات الزبائن السابقين، اختبار المشاريع التي تم تنفيذها مسبقاً، التأكد أن التقني/الحرفي الذي يتعاملون معه هو قادر بالفعل على تقدير الوقت الصحيح وليس في حالة اندفاع وتحت تأثير سحر الإمكانيات..
ومن جهة أخرى على التقنيين تجربة المزيد والمزيد من المشاريع حتى في اوقات الكساد وحتى لو بشكل طوعي، لهدف اكتساب الخبرة والمرور بكل مراحل المشروع حتى الوصول لتشغيله، الخبرة وحدها السبيل لتقدير صحيح ولمطابقة بين الإمكانيات والواقع في الإطار الزمني الذي يلائم الزبون.
بالتأكيد يوجد العديد من الأسباب الأخرى لكن في هذه التدوينة فضلت التطرق إلى مفهوم البرمجة كحرفة وتأثير سحر الإمكانيات على تقدير الزمن الحقيقي للمشروع..
التعليقات: 2 On التأخير في تسليم المشاريع التقنية، المشكلة الأكثر شيوعاً
موضوع شيق واضافة لما ذكرته اعلاه هنالك مشكلة في اغلب مشاريع تكنولوجيا المعلومات وهي عدم وضوح الهدف لدى صاحب الطلب وكذلك فريق العمل التقني.
صحيح، معك حق سيد مثنى.